السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسر مجموعة نبض الأمة أن ترحب أتمّ الترحيب وأكمله بالدكتورة / قــذلة القحطاني ..
ولها منّا كل الشكر والتقدير لقبولها دعوة الموقع وبادئ ذي بدء نحب أن نســــــــــألها عن ::
س / ما هــو الهـدي النبوي في رمضان ؟
فرض الله تعالى الصيام في السنة الثانية من الهجـرة , فصام عليه الصلاة والسلام تسع رمضانات. وكان له في رمضان شأن آخر فكان يتزود من العبادات ما لا يتزود به في غيره وكان يبلغ في الجود غايته فكان جبريل يدارسه القرآن في كل ليلة من رمضان , وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة .
وكان من هديه أنه يفطر قبل الصلاة على رطب فإن لم يجد فعلى تمرات فإن لم يجد حسى حسوات من ماء وكان من هديه أنه يدعو عند الإفطار ومما يؤثر عنه أنه صلى الله عليه وسلم يقول عند فطره :
( اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ) .
ومن الأدعية أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى ) .. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يفطر في السفر ويصوم أحياناً ويخير أصحابه بين الأمرين . وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يدركه الفجر وهو جنب من أهله , فـيـغـتـسـل بعد طلوع الفجر ويصوم . وكان يستاك وهو صائم , ويغـتسل ويصب الماء على رأسه وهو صائم .
س / كيف نجعل من رمضان مدرسة تربوية للنفس الإنسانية ؟
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
فالهدف إذاً من الصيام كما تجلى في هذه الآية التقوى . وفي التقوى يقول ابن مسعود رضي الله عنه : (اتقوا الله حق تـقـاتـه أي أن يطاع فلا يعـصى ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكـفـر )
ويقول ابن عمر رضي الله عنه : ( لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر )
وهي أكثر ما يدخل العباد الجنة كما في الحديث عندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) ..
ولذلك ينبغي أن تخفق معاني التقوى في صيامنا فليصم القلب والجوارح . وبالتقوى تسمو النفس وترتفع الهمة باغتنام فضيلة الشهر بطول القيام وحفظ الجوارح فتحفظ العين عن النظر الحرام وتحفظ السمع عن استماع الحرام ويصوم اللسان عن كل كلمة لا يرضاها الله . من آفات اللسان . ويلزم النفس بالذكر وكثرة الطاعات والانقطاع إلى الله تعالى بالاعتكاف إن أمكن .
فإذا صام فليصم سمعه وبصره ولسانه وجميع جوارحه .. فيعقد العزم مع الله تعالى أن يكون هذا الشهر بداية تحول في حياته وتغير شامل لكل ما كان عليه من التقصير والتفريط مع الله ..
وعليه أن يختبر نجاحه في هذا الاختبار بالنظر في حاله بعد رمضان .. وينظر لحال السلف في رمضان .. فقد كان ( عثمان بن عفان رضي الله عنه ) يختم القرآن في كل يوم مرة ..
وكان بعض السلف يختم كل ثلاثة وبعضهم كل سبع وكان ( للشافعي رحمه الله ) في رمضان سـتـون ختمه .. وكان ( سفيان الثوري ) إذا دخل رمضان ترك جميع العبادات وأقبل على تلاوة القرآن ، قال ( ابن رجب رحمه الله ) : إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان , فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن واغتنام فضيلة الزمان والمكان وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة .
س / كثير من النساء تضيع وقتها في المطبخ أو في الأسواق وخاصة في أيام ليالي العشر الأواخر من رمضان فما هي نصيحتكم ؟
جدير بالمرأة أن تكون حريصة على وقتها وأبخل به أن تهدره , لا سيما في هذه الليالي المباركة فلتسارع بقضاء احتياجاتها المنزلية قبل رمضان لـتـتفـرغ في هذه الأيام المعدودات للصيام والقيام ومناجاة العظيم فلو يعلم العبد بفضيلة هذا الزمان لاحـتـقـر أن يصرفه في الضروريات فكيف بمن يصرفه في الكماليات . .
أما ما تقضيه في الطبخ والإشراف على المنزل فعليها أن تحتسبه عند الله وعليها أن تحاول الاستفادة من وقتها الذي تصرفه في المطبخ في الذكر وسماع القرآن الكريم وسماع إذاعة القرآن الكريم والأشرطة النافعة . فتكون بهذا حصلت الأجرين إن شاء الله .. وينبغي أن تحاول تغير بعض العادات التي لا زالت تلازم هذا الشهر من المبالغة في الأطعمة والأشربة بشكل يؤدي إلى الإسراف والتبذير وهدر الوقت بدون فائدة ..
فـلـنـكـتـفي بالقليل من الزاد فرمضان زاد روحي وفرصة لـتـزكية الروح وتهذيبها وليس مناسبة ملئ البطون بما لذ وطاب من الأطعمة ..
س / ما هي أجل الأعمال في ليالي العشر الأواخر من رمضان وما هو أفضل عمل في ليلة القدر ؟
إن أبلغ ما يمكن أن يقال في استغلال هذه العشر الأواخر ما ورد من حال المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها كما أخرج البخاري في صحيحه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الـثـلث الأخير من رمضان شد مـئـزره وأحيى ليله وأيقظ أهله )
ولا شك أن في هذا الحديث تصوير لما كان عليه الصلاة والسلام من شد الهمة في العبادة وبذل غاية ما يستطيع من إحياء الليل كله وتلاوة القرآن الكريم , وكان جبريل عليه السلام يدارس الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن في كل ليلة من رمضان .
كذلك ينبغي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الجود والعطاء فقد كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حيث كان أجود بالخير من الريح المرسلة .
فليرى المسلم الله من نفسه خيرا فإنها نفحات وقد سألت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ..