السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا
بدون ألوان ولا أصباغ .. سأكتب ،،
بدون زخارف ولا ميكياج .. سأكتب ،،
بدون مقدمات وتحيات .. سأكتب ،،
ميلان مجرم ؟
ميلان سارق ؟
ميلان يجني على غيره ؟
ميلان يكتب شهادة وفاة فريق ايطالي ؟
كلام يبدو للوهلة الاولى بعيدا كل البعد عن المنطق ..
وكأن صاحبه أقرب الى الهلوسة من الوعي ..
للأسف الشديد قد لا يعي البعض خطورة (سرقة) الميلان للمركز الرابع الذي كان مسجلا باسم
فيورنتينا .. والذي احتله الفيولا طوال فترات الموسم بكل جدارة واستحقاق ..
قد تكون كلمة سرقة كلمة قاسية بعض الشيئ .. لكن من الواضح للعيان أن طموحات وأهداف
الميلان أصبحت بلا معنى .. سنتان كاملتان او اكثر يترنح فيها الفريق دون ان يضع الاطباء
يدهم على الجرح المفتوح .. وفي كل مرة يخرج المريض سليما معافى برحمة الله وتوفيقه
يا لها من حظوظ وأقدار وفرص حصل عليها الميلان وما زال !!
خصم 8 نقاط فقط في موسم 2006/2007 تمكنه من المشاركة بأريحية في بطولة لا يستحق
المشاركة فيها .. بان وجه الفريق الحقيقي في منافسات السيريا ايه في ذاك الموسم ..
فأصبح ممرا سهلا للصغار قبل الكبار .. كان مخرج مسؤوليه قبل انصاره دائما لتبرير هذا
الفشل الذريع هو التباكي على الـ 8 نقاط المخصومة وقد نسوا تماما ان هذه الخصم الرحيم
هو من سمح لهم بالتواجد في مكان لا يستحقونه اطلاقا !!
انظروا وتمعنوا جيدا هنا ..
خصم من فيورنتينا 15 نقطة ولم يشكوا الفريق ولم يبك
قدم موسما رائعا واستثنائيا .. قفز الكثير من الحواجز وتعدى الكثير من العقبات
فأنهى الموسم خامسا بفارق 3 نقاط فقط عن الفريق صاحب النقاط الـ 8 المخصومة
15-8 = 7
7-3 = 4
4 نقاط يسبق بها الفيولا فريقا أقوى وأفضل منه في الامكانيات المادية وفي الزاد البشري
وفي الخبرة المحلية والاوروبية والقارية ..
نأتي هنا تماما الى مربط الفرس !!
نبدأ باستخلاص نتائج وافرازات موسم 2006/2007 فيما يتعلق بالفيولا والميلان
كان موسما كارثيا في بدايته بكل ما تحمله الكلمة من معنى بالنسبة للفريقين
فأن تبدأ الموسم بصورة مشوهة وبرصيد سالب يشير الى رقمين .. 8 و 15
فهذا شيئ صعب ومحبط بطبيعة الحال ..
الفيولا رمى بتبعات هذا الموسم كلها وراء ظهره ..
واستمر بتنفيذ المشروع الناجح والطموح الذي تبناه الاخوان ديلا فالي بجعل الفيولا فريقا قويا ومنافسا
كشف الفيولا عن طموحه ونواياه منذ بداية موسمنا الحالي 2007/2008
فريق قوي ومتجانس .. يقدم كرة ممتعة وعروض جذابة مقرونة بنتائج ايجابية لا بأس بها ..
كل هذا بامكانيات لا تقارن اطلاقا بامكانيات فرق المقدمة ..فلو ألقينا نظرة على لاعبي الفيولا .. لوجدنا انهم مجموعة من اللاعبين انصاف المشهورين
او من اللاعبين المميزين الذي لم ينجحوا مع فرق أخرى .. أو شباب طامح
ليفراني .. لم يقدم نجاحا كبيرا في لازيو .. كذلك سانتانا مع باليرمو .. موتو كان احتياطيا في اليوفي .. البوبو يبحث عن نفسه في كل مكان
مونتوليفو وبازيني وبابا ويجو من اللاعبين الشبان المجتهدين .. ومن الطبيعي تواجدهم في بداياتهم مع فريق بحجم الفيولا .. قد يغادرون وقد يستمرون
اما دانييلي ودوناديل وجامباريني واوزفالدو وغيرهم هم من انصاف الموهوبين والمشهورين ..
فلم يتبق سوى باقي المميزين من فري الى اوجفالوسي الى باسكوال وغيرهم ممن بدأوا مع ديلافالي حقبة الفيولا
الجديدة .. فبقوا مع الفريق .. ولم يتم التفريط بهم بسهولة .. وما زالوا مستمرين ..
لا حاجة لنا بطبيعة الحال ان نقارن مع الميلان ونستعرض نقاط قوة الميلان وضعفه .. فجميعنا نعلمها مسبقا
لكن السؤال الذي يطرح نفسه .. ما الشيئ الذي يجعل فريقا كالفيولا يحافظ على لاعبيه المميزين .. ويقنع
لاعبيه الشباب بالاستمرار .. ويساعد الفريق كذلك على الاحتفاظ بأغلى كنوزه الا وهو المدرب القدير تشيزاري برانديلي ؟
وما الشيئ الذي سيساعد الفريق كذلك على صرف المزيد من الاموال واستقدام لاعبين مميزين اخرين او اكتشاف شبان اخرين ؟
بلا شك هذا هو الشيئ هو البطولات .. والوصول الى دوري الابطال .. البطولات ككأس ايطاليا وكأس الاتحاد الاوروبي
على المدى القريب .. اما الوصول الى دوري الابطال فهو بطولة بحد ذاته .. فان لم تخني الذاكرة فاخر مشاركات الفيولا
في دوري الابطال كان قبل 10 سنوات تقريبا ..
أعود الآن لأتابع ما توقفت عنده في الفقرة الملونة باللون البنفسجي .. الفيولا نفض عن نفسه غبار 2006/2007
على الرغم من انه قدم اداءا مشرفا في ذاك الموسم .. لكنه نفض الغبار عن نفسه .. وتم تدعيم الفريق ببعض
الصفقات التكيملية فرأينا فيورنتينا الجميل الذي رأيناه في هذا الموسم ..
لكنه تراجع بشكل مخيب في اخر الجولات .. وكأنما الميلان يؤثر عليه نفسيا من بعد !!
والأسوء من ذلك .. هو أن سوء الحظ الذي لازم هذا الفريق جثم على صدره ايضا ضد
جبان من بلاد تدعى اسكتلندا .. ففشل فريق استحوذ على الكرة في الذهاب والاياب بما
يزيد على الـ 70% من تسجيل هدف .. فضاعت بطولة باليد .. وقارب الموسم على الانتهاء
بالنسبة للفيولا .. بيد فارغة .. وأخرى لا شيئ فيها !!
اما ميلان .. فاستمر بالعزف على اللحن ذاته .. فشل ذريع في الدوري المحلي .. ومجموعة سهلة -كالعادة-
في دوري الابطال تأهل منها -منطقيا- وما ان واجه الاختبار الحقيقي الأول حتى سقط وبكل بساطة !!
نلاحظ هنا ان سيناريو الموسم السابق لميلان قد تكرر لكن بصور مختلفة .. بعد الخروج امام ارسنال كان واضحا
جدا ان الميلان قد خسر كل شيئ .. ولم يبق سوى محاولة التأهل لدوري الابطال .. وفي ذات الفترة من الموسم
الماضي كان الميلان قد خرج من كأس ايطاليا وفقد كل حظوظه مبكرا في المنافسة على الدوري .. فرمى بكل ثقله
على دوري الابطال وحقق مراده .. بينما رمى بثقله كله هذا الموسم من أجل المركز الرابع .. وهو في الطريق اليه !!
الم أقل لكم ان التأهل الى دوري الابطال في حد ذاته يمثل بطولة حتى بالنسبة لفريق بحجم الميلان !!
والمضحك المبكي في الامر ان الروسونيري قد وصل الى هذا المركز الرابع بأقل مجهود ممكن .. فتارة يسقط هنا
وتارة يتعادل هناك .. ومرة يحقق انتصارا هنا او هناك .. تذبذب مخجل بالنتائج ومع هذا يصل الى المركز الرابع
وهو مركز من المنطقي ان يحصل عليه ببساطة اذا ما قارنا بين الميلان والفيولا كامكانيات ..
لكن ما امتلكه الفيولا هو الروح والطموح .. بينما يعلق الجميع شماعة الفشل على ارتفاع معدل اعمار لاعبي
الفريق وعدم تدعيمه بلاعبين جدد .. متناسين تماما ان ميلان .. بلا روح !!
وبلا طموح ؟
نعم هو كذلك .. كأس السوبر الاوروبي وكأس العالم للأندية كانا بمثابة القناع الذي غطى به الميلان وجهه البشع
فأوهم مسؤولوه أنفسهم ولاعبيهم ان الفريق ممتاز وبأفضل حال وقد حقق المراد في هذا الموسم !!
متغاضين عن الوجه القبيح لفريق يفتقد الروح والحماسة .. وأكثر ما يتسم به هو المزاجية !!
معادلة غريبة عجيبة .. بطولة واحدة .. تجعل من فريق يبدو جميلا وقبيحا في الوقت ذاته ..
فما أشبه حال ميلان بطل اوروبا بأبيات الشعر التي ان قرأتها كاملة أعطتك معنى جميلا ..
وان دققت فيها واكتفيت بقراء الشطر الاول من كل بيت اكتشفت فظائع وأهوال كما مدح أحد الشعراء نوفل ابن دارم .. وفي حقيقة الامر يذمه
اذا أتيت نوفل بن دارم **** أمير مخزوم وسيف هاشم
وجدته أظلم كل ظالم **** على الدنانير أو الدراهم
وأبخل الأعراب والأعاجم **** بعرضه وسره المكاتم
لا يستحي من لوم كل لائم **** اذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل المحاكم
!!
هكذا جاءت الظروف والاقدار في الموسم الماضي .. استغل ميلان نفوذه فحصل على مبتغاه ..
وفي هذا الموسم يبدو أنه سيحصل على مركز لا يستحقه اطلاقا كما في الموسم الماضي ..
اختلفت الطرق .. لكن النتيجة واحدة !!
وللمرة الثانية يتكرر المشهد ذاته .. وهو حصول الميلان على ما لا يستحق ..
ولسوء الحظ .. حصوله على ما لا يستحق جاء للمرة الثانية على حساب الفريق ذاته ..
من يضمن للفيولا بقاء مدربه وملهمه برانديلي ان لم يتأهل لدوري الابطال ؟
من يضمن له بقاء موتو وفري واوجفالوسي ومونتوليفو وغيرهم من النجوم ؟
وان بقي الجميع .. من يضمن ان يستمر الفيولا بنفس الحماس وذات الطموح ؟
من يضمن ان لا تجهض احلامه وامنياته ؟؟
ومن المسؤول عن هذا ؟
* تأهل الفيولا الى دوري الابطال وعدم تأهل الميلان له آثار عديدة ..
اولها ظهور قوة ايطالية جديدة على الساحة .. ابرز ما يميزها هو طموحها الكبير ومخططها الواضح ..
فلا شك ان الوصول لدوري الابطال سيكون جزءا كبيرا ومهما من مخطط مسيري الفيولا للرقي بالفريق وزيادة قوته ..
* تأهل الفيولا وخروج الميلان قد يعني ولادة اشبيلية الطليان .. وما أحوجنا لاشبيلية في ايطاليا !!
* تأهل الفيولا وخروج الميلان يعني مراجعة الميلان لحساباته مراجعة كاملة وفتح خزائنه الموصدة والشروع بتطبيق حلول جذرية ..
* تأهل الفيولا وخروج الميلان قد يعني ولادة بايرن ميونخ ايطاليا !! وما أحوج الميلان أن يصبح كبايرن ميونخ 2007/2008 وان يقوم بما قام به
ما أحوج الدوري الايطالي لحسابات كالتي طرحتها .. تجعل الميلان يبحث عن هيبة مفقودة -مفقودة سلفا- وتجعله محاربا شرسا
على الاسكوديتو مما سيعيد بعضا من الزخم المفقود في صراع المقدمة الايطالية ..
وما أحوج الدوري الايطالي لقوة جديدة تفرض نفسها حصانا اسودا ومقاتلا شرسا يضفي نكهة مفقودة على بطولة تعاني التدهور !!
ما أحوج الدوري الايطالي لفيولا جديد .. وبارما جديد .. ولازيو جديد .. ونابولي وجنوى وبولونيا !!!
عذرا ميلان .. أنت تقتل مشروعا جديدا .. انت تدفن مشروعا وليدا .. عذرا ميلان .. انت تؤذي كرة ايطاليا كلها بأنانيتك !!
عذرا ميلان انت لا تستحق ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
اما انتم ..
فاستمروا بنثر ابداعاتكم ..
قاتلوا حتى الجولة الاخيرة ..
احظوا بما تستحقونه ..
لا تفرطوا بجد وعرق موسم كامل ..
وان لم تنجحوا في ذلك ..
فاستمروا بابهارنا موسما بعد موسم ..
فنحن بانتظار جديد الفيولا 2008/2009 بكل لهفة
دمتم بود
المرعب