لقد اقترن اسم ليفربول بالكرة الإنجليزية بل إنه أصبح رمزاً لها و هو لا يقل مجداً ولا تاريخاً عن غريمه مانشستر يونايتد ، و للناديين الانجليزيين الشهيرين قاسم مشترك و هو اللون الأحمر الذي يحبه المشجعون الانجليز ..
و مثل كل الأندية العملاقة عرف نادي ليفربول فتره ذهبية زاهية حافلة بالألقاب و البطولات و فترة أخرى هبط فيها مستواه و غاب عن الألقاب .. و رغم ان ليفربول لم يحقق بطولة الدوري الانجليزي الا أنه كان دائماً و أبداً في المقدمة على الصعيد المحلي حيث يهوى تحطيم الأرقام القياسية رغم وجود منافسين من العيار الثقيل و لعل أبرزهم الغريم القليدي مانشستر يونايتد ..
شهد نادي ليفربول النور عام 1892م في مقر صغير بمدينة ليفربول الصناعية التي يغطيها الدخان الكثيف للمصانع ، وقد أصبح هذا المقر اليوم مزارا لعشاق النادي .. وككل أندية العالم بدأ ليفربول صغيراً ثم كبر شيئاً فشيئاً .. و يعتبر ملعب أنفيلد الواقع في شارع انفيلد رود شاهداً على الحقبة الذهبية للنادي و قد عارض أحباء ليفربول فكرة هدمه و بناء ملعب جديد لان انفيلد هو شاهد على العصر الذهبي و الإنجازات التاريخية التي حققها النادي .
الانجازات المحلية : 18 بطولة في الدوري !!!
يعتبر ليفربول صاحب الرقم القياسي في عدد بطولات الدوري التي حققها النادي حيث بلغت 18 لقبا . فيما لم يحقق غريمه مانشستر اللقب سوى أربع عشرة مرة من بينها أربعة ألقاب على التوالي ، أما أرسنال فلم يحقق اللقب سوى 11 مرة .
اللقب الأول الذي حققه ليفربول في عام 1901 أي في بداية القرن العشرين و كانت سيطرته واضحة في تلك الفترة حيث حقق ألقاباً أخرى في أعوام 1906-1922-1923-1924 و امتدت سيطرة ليفربول على الكرة الانجليزية في السبعينات و هي الحقبة التي اقترنت بجيل المبدع كيفن كيجان و الهداف أيان راش وفاز ليفربول باللقب في 1973 و 76-77-79 ولكن السيطرة ازدادت أكثر فاكثر في الثمانينات حيث حصد الشياطين الحمر سته ألقاب في أعوام : 80-82-83-84-86-88 ، وفي عام 90 أحرز ليفربول لقبه الأخير و منذ ذلك الوقت لم يحقق بطولة الدوري التي احتكرها مانشستر حتى يومنا هذا .
وحقق ليفربول الثنائية أكثر من مرة ففي عام 1977 جمع بين الكاس و الدوري و كرر نفس السناريو في الثمانينات بل كان يحقق أحياناً ثلاثية بالفوز بكأس الرابطة الانجليزية أيضاً ، أما آخر كأس فقد حققها ليفربول في العام الماضي 2001 و تزامنت مع كأس الاتحاد الأوروبي .
الانجازات على الصعيد الأوروبي :
على الصعيد الأوروبي يعتبر نادي ليفربول هو أفضل الأندية الانجليزية إنجازات حيث حقق اللقب أربع مرات في أهم مسابقة و هي كأس رابطة الأبطال و كان اللقب الأول في عام 1977 على استاد روما الأوليمبي و يومها أبدع الحارس بروس غوربيلا أمام مونشنجلا دباخ الألماني . ففاز ليفربول 3-1 و كان كيفن كيجان قائداً للفريق و أضاف ليفربول لقباً ثانياً في العام التالي 1978 عندما فاز على بروج البلجيكي 1-0 مؤكداً سيطرته على الكرة الاوروبية ، و استعاد ليفربول نغمة الفوز أوروبيا في الثمانينات فحصد لقبه الثالث عام 1981 و جاء فوزه على حساب ريال مدريد الأسباني صاحب الرقم القياسي في البطولات الأوروبية 1-0 أما اللقب الرابع فتحقق في عام 1984 و كان على حساب نادي روما الايطالي على الملعب الاولمبي بروما و بعد تعادل في الوقت الأصلي 1-1 التجا الفريقان للضربات الترجيحية و ابتسم الحظ لليفربول .
وفي العام التالي لعب ليفربول المباراة النهائية أما اليوفنتوس الإيطالي و يحمل ذكريات حزينة عن هذه المباراة لأنه لم يخسر المباراة فقط بل خسر حضوره في الكؤووس الأوروبية بسبب العقوبة التي ألحقت بالأندية الانجليزية حيث شهد استاد الهيزل البلجيكي أحداثاً تسبب فيها المشجعون الانجليز ذهب ضحيتها نحو أربعين مشجع ايطالياً . أما نصيب ليفربول من كعكة الاتحاد فكان ثلاثة ألقاب ( 73 - 76 - 2001 ).
و يمكن القول إن ليفربول بدأ يستعيد هيبته ووقاره محلياً بعد قدوم المدرب الفرنسي جيرار هولييه و معه حقق النادي أغلى ثلاث كؤووس في موسم واحد و هي كأس الإتحاد الاوروبي و كأس السوبر الأوروبية و كأس انجلترا و لم يحقق ليفربول هذا الانجاز الثلاثي منذ سنوات .
وقدم ليفربول في السنوات الأخيرة نجماً كبيراً للعالم و هو مايكل أوين و الذي تم اختياره كأفضل لاعب في العالم من هيئة محلفي مجلة " فرانس فوتبول " و مايكل أوين تالق في كأس العالم 1998 و لا ينسى الانجليز هدفه التاريخي في مرمى الأرجنتين و بفضل هذا اللاعب أصبح ليفربول ينافس مانشيستر و الذي يمتلك نجماً آخر كبير وهو ديفد بيكهام .
وضم ليفربول مؤخراً النجم الفرنسي المشاغب نيكولا انيلكا ليلعب الى جوار مواطنه الآخر ديوميد ، و يمتلك ليفربول ترسانة من اللاعبين الاجانب ( 21 لاعبا ) بالاضافة الى عدد كبير من الدوليين .
و يسعى النادي في هذا الموسم الى سحب البساط من تحت أقدام غريمه مانشستر يونايتد الذي احتكر الألقاب في المواسم في الأربعة الأخيرة .. ويحتل ليفربول موقعاً متقدماً في اللائحة كما أن حظوظه كبيرة في كأس أوروبا . و يستحق ليفربول دخول متحف الشمع في لندن المعروف بـ((مدام تيسو)) نظراً لانجازاته الكبيرة سواء محلياً او اوروبياً