الشيخ/ عبد الله القحطــاني حفظكم الله ..
نرحب بكم في موقع أول اثنين ونشكركم لإتاحة هذه الفرصة لإجراء حوار ماتع معكم والذي سنتحدث فيه عن (( رمضان في حياتي ))
وبدايةً نود أن نسأل عن::
1- البطاقة الشخصية (( الإسم والمهنة والحالة الإجتماعية))؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... ثم أما بعد ..
بادئ ذي بدء نشكر القائمين على موقع أول اثنين على جهودهم الطيبة وعلى هذه الاستضافة ..
ج1/الاسم/ عبد الله ناصر الجميحي القحطاني
الحالة الاجتماعية/ أعزب
المهنة/ أعمال حرة ، وهناك موافقة مبدئية للالتحاق بوزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
2-أول رمضان تصومونه متى كان ؟ وما الذكريات والمواقف التى مرت بكم في رمضان ولا زالت عالقة بذاكرتكم إلى الآن
ج2/ أول رمضان كان في الصف الثالث الابتدائي ـ وكان هناك موقف في ذلك الرمضان ، صدقوني إذا قلت أن ذلك الموقف آثر علي في حياتي كثيراً رغم بساطته ـ وهو أني في أول يوم صمت كان هناك تحدي داخل نفسي هل استطيع الصبر على الصوم أم لا وبالفعل صبرت حتى كان العصر ، وفي أثناء الوضوء لصلاة العصر وأنا أعاني شدة الجوع والعطش ، فرشفت من الماء رشفة بسيطة جداً ، وبعدها ندمت ندماً شديداً ــ لأن هذه الرشفة هزمتني أمام نفسي وتعلمت أنه (إنما النصر صبر ساعة ) هذا الموقف آثر كثيراً جداً في شخصيتي ـ والمواقف كثيرة في رمضان ولكن لا أرى كبير فائدة في سردها لأنها لا تعد وأن تكون كمواقف بقية الناس في مثل هذا الشهر المبارك.
3-ماهو جدولكم اليومي في رمضان ؟
ج3/الجدول اليومي/ طبعاً لعله يبدأ من وقت السحر ونتناول السحور ثم نقرأ القرآن إلى صلاة الفجر ثم الذهاب للمسجد وبعد الصلاة أقرأ في سيرة الرسول صلى الله علية وسلم لما أجد من أثر طيب في هذا الوقت وهذا الأمر منذ سنوات كثيرة ــ إلى بعد ارتفاع الشمس ثم أنام إلى قبل الظهر بساعة تقريباً نستعد للصلاة وقراءة القرآن ثم بعد الصلاة أبدأ بقضاء حاجات الأهل خاصة الوالدة حفظها الله وأطال عمرها في طاعته إلى قبل العصر ثم أحضر لمسابقة عصر رمضان في سير الصحابة رضوان الله عليهم والتي وجدت لها آثر في الناس وبعد العصر نقرأ القرآن ونقوم ببعض الأعمال حتى قبيل المغرب ثم أذهب للمسجد لأني تعودت وأهل المنطقة أن أقوم بالأذان شخصياً للتحري حيث هناك معاناة من التقديم قبل المغرب من بعض المؤذنين الذين نصحوا كثيراً ولا جدوى، وبعد المغرب جلسة عائلية وأحيانا قراءة ثم صلاة التراويح وبعدها كلمة النساء ومسابقتهن وبعد ذلك أعتبره وقت مفتوح إلى وقت السحر والله الموفق.
4-بالنسبة لكم كيف ترون رمضان بين الأمس واليوم ؟
ج4/ أرى أن هناك اختلاف كثير بين رمضان أمس واليوم ــ من حيث الاستعداد لرمضان ومن حيث قضاء الوقت في رمضان وأنا أرجع السبب الرئيسي لذلك هو الإعلام وأخص القنوات الفضائية والتي جعلت الناس يفقدون روح رمضان الحقيقي وفقدوا فعلاً روح شهر القرآن .
5-ماهي تجربتكم في طلب العلم الشرعي وعلى يد من تتلمذالشيخ عبد الله القحطاني وهل هناك مصاعب مرت عليكم؟
ج5/ لا أرى أن هناك أفضل ولا أسمى من العلم الشرعي والحمد لله الذي جعلني أسلك بدايات هذا الطريق ، ولكن أعترف أن هناك خطأ ارتكبته وهو عدم المنهجية والتأصيل المناسب ــ رغم أني عكفت عند ركب علماء من أكبر علماء العصر وهذا أيضا من فضل الله ولكن بعض اجتهادات طلبة العلم تكون غير موفقة ، وقد تتلمذت ولله الحمد على يد كثير من العلماء ومن أشهر وأكثرهم عكوفاً عنده سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمة الله فترة مكوثه في الطائف ومكة وفضيلة الشيخ/ محمد بن محمد المختار الشنقيطي وهما أكثر المشايخ تأثيراً علي وأكثر من استفدت منه ثم الشيخان التقيان الخفيان الشيخ د/ مشعل غنيم المطيري والشيخ/ ممدوح القثامي وأخذت عن الشيخ / أحمد آل عبد اللطيف ، والشيخ/ أحمد الحمدان والشيخ / عبد العزيز العجلان والشيخ/ محمد سعد العصيمي وجلست مجالس للشيخ / محمد بن عثيمين رحمة الله .
ومرت علي مصاعب كثيرة منها المرض الذي لازمني في مكة أيام الجامعة ، ثم حاجة الوالدة والوالد وحاجات الأهل والأقارب ، ومن المصائب التي بليت بها هي التصدر قبل الأوان وذلك عندما التحقت بجهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني كمرشد ديني ، وقد أضاع علي ذلك أوقات من المفترض أن تكون في الطلب و التعلم قبل التعليم.
6-ها هو رمضان آخر يمر على أمتنا الإسلامية وهي ترزح تحت وطأت الاحتلال والظلم والعدوان من فلسطين وحصار غزة صعودا إلى لبنان والحرب عليها وتدميرها , ومرورا بالعراق ومشاهد التقتيل والتفجير.. وغيرها من جراح الأمة ..
ماالكلمة التي توجهونها للأمة في ظل هذه الأحداث ؟وما تقييمكم لواقع الأمة الإسلامية في هذه الأزمنة الراهنة من خلال رؤيتكم الثاقبة لفقه الواقع ؟ وما هو الحل لهذا الذل والهوان فالمؤسسات تلقي باللائمة على الأفراد والأفراد يلقون بها على المؤسسات المدنية والخيرية والحكومات .. نريد كلمة توجيهية في هذا الصدد؟
ج6/ هذا السؤال والله ينكأ في قلبي جرح لا ولن يندمل ما دام حال الأمة على ما هو عليه ، وفعلاً سؤالكم هذا هو معاناة الأمة والإجابة علية هو الحل لهذه الأزمة، وأما إلقاء اللائمة على المؤسسات والأفراد والحكومات فهذا ناتج عن ضعف الفقه بأحكام الشرع والأولويات وأيضاً جهل بفقه الواقع ولأن كثيراً من الأمور أسندت لغير أهلها وما هناك كلمة أنفع للأمة من كلمة الخليفة الراشد الملهم الفاروق( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما أردنا عزة بغيرة أذلنا الله) ــ وأن كنا أيضا لا نغفل المبشرات ورجوع الأمة لصحوة طيبة وأيضاً لا نجحد جهود بعض أفراد الأمة من العلماء والدعاة والأبطال المرابطين على الثغورــ وخاصة أن هذا الشهر يذكرنا بانتصارات الأمة.
7-عُرف فضيلة الشيخ / عبد الله بتأويل الرؤى وهذا من فضل الله عليكم إنما ماهو توجيهكم لمن يتعلق بالرؤى بل أصبح البعض يعتبرها من القطعيات فيسقطها على أرض الواقع ويروج لرؤياه ؟
ج7/ هذا السؤال يحتاج له لقاءات ومحاضرات ، لأن الناس بين جاف وغالٍ فيها وعلم التعبير علم شرعي ذكره الله في كتابه وجعله معجزة لأحد أنبيائه وكتب الصحاح والسنن أفردت لهذا العلم كتاب في طياتها وهذا ما أغفله الكثير هداهم الله والرؤى وتعبيرها كانت على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والوحي ينزل فنحن في هذا الزمان أحوج إليه وهي المبشرات التي بقيت من النبوة كما صح عن الرسول صلى الله وسلم وهناك من غلا حتى جعلها وحي ينزل ورتب عليها وقائع مما أبعد ضعاف العقول والفقه عن العمل في الواقع معتمدين على الرؤى وكلا الفريقين على خطأ والنظر الشرعي لكل الأمور هو منهج السلامة.
8-إلى ماذا تعزو التعلق بالرؤى.. وماهي الرؤية الشرعية في الرؤيا وهل كل شخص يعبرها أم هناك ضوابط لمعبري الرؤى؟
ج8/ التعلق بالرؤى أمر طبيعي لكل إنسان فأبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما سألته الصديقة عائشة رضي الله عنها عن رؤيا قالت أنها رأت أن ثلاثة أقمار سقطت في حجرها ــ وبعد زمن مات رسول الله ودفن في حجرتها قال لها ياعائشة هذا أول أقمارك : قال أبن عبد البر : هذا دليل على تعلق قلوبهم بالرؤىــ ولعل الواقع المأساوي الذي تعيشه الأمة هو السبب في تعلق النفوس بما يخرجها من هذه المأساة ــ ثم لاننكر أن الضعف النفسي والعقدي والفقهي له دور أيضاً ــ والرؤى الشرعية لها أنها مبشرة أو محذرة تدعوا للتفاؤل وللحذر أحياناً أخرى على حسب الرؤيا ولا تعدو قدرها والتعبير موهبة يهبها الله لمن يشاء وليس كل واحد يعبرها ولذلك قال الإمام مالك/ أبالنبوة يتلاعب.
9- كلمة ختامية تود قولها بهذا اللقاء لأعضاء موقع فضاء الفضائيات ؟
ج9/ ولا أقول ختاماً / إلا أسأل الله الحي القيوم أن ينفع بجهودكم وأن يبارك فيها ويرزقكم فيها الإخلاص والقبول والله الموفق
ومجموعة نبض الأمة تتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ / عبد الله القحطاني لقبوله دعوة الموقع ورحابة صدره للإجابة على تساؤلاتنا وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل