السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يرحب موقع أول اثنين اليوم بلقاء مميز مع شخصية إعلامية بارزة قدمت الكثير للرقي بالإعلام الهادف .. فنرحب أكمل الترحيب وأجمله بالأستاذ/ فهد السنيدي ..
فحياكم الله ..
أولاً كل عام وانتم بخير والشهر عليكم مبارك وأسال الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.
وفي البدء نحب أن نسألكم عن ..
1- البطاقة الشخصية ( الاسم .. الحالة الإجتماعية .. المهنة )
1- أخوكم فهد بن عبدالعزيز السنيدي متزوج ولدي أربعة أبناء وولدان وبنتان وأعمل عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الملك سعود على وشك نيل درجة الدكتوراه في العقيدة بالإضافة إلى العمل الإعلامي مع إذاعة القرآن الكريم وقناة المجد الفضائية.
2- أول رمضان تصومونه متى كان ؟ وما الذكريات والمواقف التى مرت بكم في رمضان ولا زالت عالقة بذاكرتكم إلى الآن ؟.
2- أول رمضان صمته كنت في المرحلة الابتدائية وأظنها منتصف الابتدائية حيث كنت أصومه في المزرعة التي نقضي فيها الإجازة السنوية، فرمضان في السابق كان إجازة وكنت اقضيها في مزرعتنا حيث الجو الصافي والهدوء.. كان رمضان يخصنا نحن فقط، فلا نعرف كيف يصومه الناس ولا نعرف كيف نكون تفاصيل حياتهم.. فالمزرعة تبعد عن أقرب مدينة أكثر من عشرين كيلو، وليس بها سوانا، وأظن أن الكهرباء كانت ضعيفة في ذلك الوقت.. كان عندنا مسجد طيني صغير يتسع لحوالي عشرين أو ثلاثين مصلي.. كنا ننام فيه الظهيرة رغم حرارة الجو.. لكن كان المكيف الصحراوي يعمل لفترة يسيرة مع الكهرباء الضعيفة أما بعد العصر، فكان عمي رحمه الله يجلس عند باب المسجد الصغير يقرأ القرآن على ضوء الشمس و يمنعنا من الخروج.. فكيف يمكن أن نعبر من باب صغيرا جداً وهو يمد رجليه عنده .. والسبب اقرأو القرآن .. وفعلاً كنا نتسابق في القراءة لكن من أجل إطلاق سراحنا بعد فترة معينة.
بجوار هذا المسجد توجد شجره كبيرة اسمها (الكينا) وقد كانت مأوى للعصافير.. بل إنها من أكبر الأماكن التي تأوي إليها الطيور بحكم ارتفاعها الهائل وضخامتها.. إذا اقترب الغروب دوي المكان بأصوات العصافير التي تقطع المسامع .. فلا تحادث صاحبك بجوارك إلا بمشقة .. ومع ذلك كانت الأصوات تحملنا معها إلى دنيا الصفاء والنقاء.. كنا نشعرانها رسائل من الطيور من أجل الألفة والمودة و المحبة.. فالطفولة البريئة التي نتوسدها أو تحتضننا لم تفسدها آنذاك وسائل الإعلام... لم نكن نفرح برمضان من أجل المسابقات والمسلسلات .. بل من أجل رمضان .. ورائحة رمضان .. وطعم رمضان.
أما وقت الإفطار فدرس أخر عندما تبدأ الشمس بوداع الأرض التي نراها .. نرى صفرة الشمس وقرصها القريب منا وهو يهفو إلى الوداع ويعانق أرضاً أخرى .. كان شجر الأثل الكثير المنتشر في المزرعة يسمح لأشعة الشمس الخفيفة الصفراء أن تخترقه عند الغروب.. فإذا انقطعت تلك الأشعة بدأنا الحساب التدريجي للإفطار.. قام احدنا وهو المخول اليوم بالأذان لينتظر الأذن من اكبرنا سنا ليؤذن .. المائدة تحمل التمر الذي جني قبل المغرب بدقائق والقهوة العربية والماء والتوت ولا شي سوى ذلك .. عدها أذن من عليه المهمة اليوم وهو ينتظر (حي على الفلاح ) من أجل ان يلتفت إلينا ليتأكد ان نصيبه من التوت لم يشرب بعد .. المائدة تعانق كل أطياف المزرعة .. الراعي .. والمزارع ، ونحن جميعاً .. نفطر على مائدة واحدة ثم نصل المغرب تحت شجرة (الكينا) التي بدأت أصوات العصافير فيها تخف قليلاً بسبب الظلمة وما إن تنتهي الصلاة حتى نبادر إلى مائدة أخرى لها ألف حساب بسبب الجوع الذي لم نعتد عليه في ذلك الوقت.
أما صلاة التراويح فلم تكن بالنسبة لنا تشكل صعوبة بسبب قصر مدة أدائها إذا لم تكن تتجاوز عشر دقائق .. وسور القرآن هي هي تكرر كل ليلة.
كان رمضان في طفولتنا يعني لنا الشيء الكثير .. فهو موسم تتغير فيه الفتنا للحياة ونظرتنا للمزرعة .. يكفي أننا نمنح فيه إجازة عن الخروج بعد الفجر بالغنم إلى أطراف المزرعة حيث تعانق مزرعتنا كثبان رمال النفوذ.. وتلك الإجازة هي المتعة الحقيقة.
لا زلت اذكر موقفا طريفاً حصل لنا .. حيث كان المسجد الصغير الذي ذكرته مفتوحاً في فترة رمضان .. فالحجارة التي توضع خارج المسجد ويربط فيها حبل متصل بالباب لإحكام غلقه لم تكن تعمل في رمضان من أجل تسهيل دخول من رغب العبادة في أي وقت شاء .. وفعلاً حصل أن دخل المسجد في غيابنا من لم نكن لنسمح له بالدخول .. إنه ثور كبير مشهور عندنا في المزرعة دخل المسجد والتهم جميع المصاحف وكان عددها عشرة أو أكثر بقليل كنا نقول هذا الثور ختم المصحف عشر مرات .. كلام نردده ونحن أطفال ولا نفهم معناه.
على كل حال رمضان له نكهة خاصة عندنا في طفولتنا لا يمكن أن تتكرر أبداً.
3- كيف نجعل رمضان محفزا لتغيير السلوك ؟.
3- رمضان الحقيقي من أعظم المحفزات لتغيير السلوك .. يكفي أن نعلم أن أجود الناس على الإطلاق يزداد جودة في رمضان ، وذلكم هو النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال عنه ابن عباس رضي الله عنهما ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان ) يجب علينا أن نجعل من رمضان محطة وقود ومحفزاً لسلوكنا .. هي فرصة عظيمة للتغيير فمن تأمل المعاني العظيمة للصيام .. صيام عن المأكل والمشرب والشهوة .. صيام عن الكلام المحرم واللغو وقول الباطل .. صيام عن مجرد رد الإساءة للآخرين (فأن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم ) إنها فرصة عظيمة لتغيير السلوك في كل مناحي الحياة .. على المستوى الفردي والجماعي بل حتى على مستوى الدول .. ألم تتغير مسيرة التاريخ في رمضان بنزول القرآن فيكف لا يكون سبيلاً للتغيير.
4- بالنسبة لكم كيف ترون رمضان بين الأمس واليوم؟
4-هذا السؤال لا يصلح لي أطلاقاً لان أمسي قريب فلم يكن هناك تغيير يذكر اللهم في هذا الانفتاح التقني الهائل بوسائل الإعلام والاتصال أما التغير الكبير فلم ندركه نحن ولم نعرف أبعاده .. لكني قيدته من خلال برنامجي الرمضاني (( رمضان في حياتهم)) حيث صورت ثلاثين حلقة مع عدد من الشخصيات التي عاشت التغير الكبير في رمضان .
5- ماهو أسلوبك الذي تعتمد عليه مع أبنائك في حثهم على الصيام ؟.
5- الحقيقية أن هذه المهمة موكلة لأم ياسر فهي التي تتعامل معهم من ناحية بداية الصوم والتعويد عليه وأسلوب الحياة أثناء رمضان .
6- ماهو جدولكم اليومي في رمضان ؟.
6- الجدول اليومي يختلف حسب الموسم، فمتى ما كان عندي محاضرات في الجامعة هيأت الجدول حسب العمل الصباحي .. وكذلك البرامج الإذاعية أو الفضائية .. فأحيانا يكون عندي برنامج إذاعي عصراً أو مساءً وكذلك في القناة فيتغير البرنامج وفقاً لهذه الارتباطات .. مع العلم أن التقصير أكبر من أن اعتذر عنه .. والخمول أوسع من أن أتخفف من تبعته والله المستعان .
أما الخميس والجمعة فهما من نصيب الوالدين في المزرعة حيث أسافر لهما كل أسبوع ولا يمكن أن ارتبط خلال هذين اليومين منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وأجد متعة كبيرة في هذه الرحلة مع العائلة.
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
السبت مايو 17, 2008 1:37 am
